وكان من عظيم لطف الله تعالى وعنايته بالإمام المنتظر عليه السلام أن حجبه عن عيون الظالمين من بني العباس الذين جهدوا على تصفيته جسديا، فقد غيبه تعالى عن أبصارهم كما غيب جده رسول الله صلى الله عليه وآله عن أبصار قريش حينما اجتمعوا على قتله، فقد خرج من بينهم وهم لا يشعرون، وكذلك الإمام المهدي عليه السلام فقد كان في وسطهم وهم لا يرونه.
ونتحدث في البحوث الآتية عن شؤون الغيبة الصغرى للإمام المنتظر عليه السلام، وما يرتبط بها من بحوث.
الزمان:
وكانت الغيبة الصغرى للإمام عليه السلام عند وفاة أبيه الحسن العسكري عليه السلام سنة 260 ه، ففي هذا الوقت احتجب الإمام عن أعين الناس إلا أنه كان يلتقي بخيار المؤمنين والصالحين.
المكان:
أما المكان الذي احتجب فيه الإمام عليه السلام فهو في داره الواقعة في سامراء، والتي فيها المرقد الطاهر لجثمان جده الإمام علي الهادي وأبيه الإمام الحسن عليهما السلام.
* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص134.
|