أما منهج حكم الإمام المنتظر عليه السلام وسياسته فهو نشر العدل وبسط
الأمن والرخاء بين جميع الناس، إن سياسته على ضوء كتاب الله وسنة نبيه ويسير بسيرة
جده الإمام أمير المؤمنين، رائد العدالة الاجتماعية في الأرض، ويملأ الأرض عدلا
وحقا، وقد وردت كوكبة من الأخبار بذلك، ولنستمع إلى بعضها:
1- روى جابر، عن الإمام أبي جعفر، عليه السلام قال: "يظهر المهدي بمكة عند
العشاء، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وقميصه وسيفه، وعلامات ونور وبيان،
فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته: أذكركم الله، أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم
وقد اتخذ الحجة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب يأمركم أن لا تشركوا به شيئا، وأن
تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله، وأن تحيوا ما أحيى القرآن
وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى، ووزراء على التقوى، فإن الدنيا قد دنا
فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، وأني أدعوكم إلى الله ورسوله، والعمل بكتابه وإماتة
الباطل وإحياء السنة".
2- قال الإمام أبو جعفر عليه السلام: " إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل
في خلق الرحمن البر منهم والفاجر ".
3- قال عليه السلام: " إذا قام قائمنا حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وآمنت
به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله ".
4- قال عليه السلام: " يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء
انتزعه حتى يرده ".
* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-،
الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م،
ص328-329. |